بسم الله الرحمن الرحيم

﴿طه (١) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (٢) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٣) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (٤) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (٧) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (٨)﴾
المفردات:
﴿طه﴾: اسمان لحرفى الطاء والهاء.. ، هما فاتحة السورة، ويأْتى الكلام عليهما في التفسير، ﴿لِتَشْقَى﴾: لتتعب تعبًا شديدًا فوق طاقتك. ﴿تَذْكِرَةً﴾: تذكيرًا وعظة.. ، ﴿الْعُلَى﴾: جمع العليا، تأنيث الأعلى، مقابل الدنيا تأْنيث الأدنى. ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾: العرش في اللغة: سرير الملك ويُكْنى به عن السلطان والعز، ﴿اسْتَوَى﴾ استولى.. ويأْتى في التفسير معنى استوائه تعالى على العرش.. ﴿وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾ الثَّرى.. التراب النَّدِىُّ - يقال ثَرِيَتِ الأرض - كَنَدِيَتْ وزنا ومعنى - فهي ثَرِيَّةٌ. كَنَدِيَّة؛ إِذا نَديَتْ ولانت بعد الجدوبة واليُبس - والذي تحت الثرى طباق الأرض المختلفة إلى نهايتها.
التفسير
١ - ﴿طه﴾:
افتتح الله تبارك وتعالى تسعًا وعشرين سورة ببعض أسماء الحروف الهجائية، وسورة طه.. واحدة منها.. وقد قال كثير من أئمة التفسير إنها من المتشابه الذي استأْثر الله بعلمه؛ فلا يعلم المراد منها إلا هو، وقال بعضهم إنها اسم للسورة، وقيل إنها لتنبيه السامعين،


الصفحة التالية
Icon