٩٤ - ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي﴾:
قال له هارون: يا أخى وابن أمى التي طبعتنا على الحنان والشفقة لا تجذبنى بعنف من شعر رأسى وشعر لحيتى.
﴿إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾:
إني خفت أن أقسو على بنى إِسرائيل فينقسموا إلى فريقين: فريق معى، وفريق يتمسك بعبادة العجل، فتقع بينهم حرب، وأكون أَنا سببًا في تمزيق وحدتهم وتشتيت أَمرهم وتفريق كلمتهم، فكنت أحاول أن أَردهم إلى الصواب بالنصح والإِرشاد.
﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (٩٥) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي﴾
المفردات:
﴿مَا خَطْبُكَ﴾: أَي ما حالك وما شأْنك، والخطب الأَمر الشديد يكثر فيه التخاطب.
﴿قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ﴾: أدركت وعلمت ما لم يعلموه وأَيقنته.
﴿الرَّسُولِ﴾: قيل المقصود به جبريل عليه السلام، وقيل موسى.
﴿فَنَبَذْتُهَا﴾: طرحتها.
﴿سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي﴾: زينت وحسنت.
التفسير
٩٥ - ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ﴾:
في هذه الآية يتجه موسى عليه السلام إلى السامرى، ليحاسبه ويوبخه على صرفه قومه إلى عبادة العجل بعد أن فرغ من عتاب أَخيه هارون على تركهم يعبدونه، واعتذر هارون عليه السلام بأَنه نصحهم فلم ينتصحوا وأنه خشى أن يقول له موسى: فرقت بين بنى إسرائيل،


الصفحة التالية
Icon