وبعد أن حكت السورة قصص الأنبياء وبينت أنهم جميعًا على ملة واحدة، وهى ملة التوحيد، وأنه تعالى ربهم جميعًا، فلا يحل لهم أن يعبدوا سواه، ونعت على الأمم تفرقهم في الدين، ما بين موحد ومشرك، وبينت أنهم راجعون إليه للجزاء ثم وصفت أَهوال القيامة، وسوء جزاء الكافرين، وحسن جزاء المؤمنين، وبينت أَنه تعالى كتب في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون، وأَنه أرسل محمدًا رحمة للعالمين، وتوعدتهم على الكفر به، وانتهت بقوله تعالى حكاية عن رسوله: ﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾.
وفي شأنها أخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال: "بَنُو إِسْرَائيلَ والكهفُ ومريمُ وطه، والأنبياء هُنَّ من العتاق الأُول، ومن تلادى" يريد من قديم ما كتب وحفظ من القرآن، كالمال التِّلاد - أي القديم، يعنى أَنها من أوائل ما نزل من القرآن، حيث نزلت بمكة.