﴿نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ﴾: نرمى به عليه. ﴿فَيَدْمَغُهُ﴾: فيصيبه ويقهره.
﴿زَاهِقٌ﴾: هالك فانٍ. ﴿الْوَيْلُ﴾: الهلاك والعذاب. ﴿مِمَّا تَصِفُونَ﴾: بسبب وصفكم لربكم.
﴿وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾: وَلا يَمَلُّونَ وَلا يَتعبون. ﴿يَفْتُرُونَ﴾: يَعيَوْنَ ويضعفون.
﴿أَمِ اتَّخَذُوا﴾: بل اتَّخذوا؟. ﴿يُنْشِرُونَ﴾: يُحْيُون الموتى.
﴿لَفَسَدَتَا﴾: لخربتا واختلَّ نظامهما.
التفسير
١٦ - ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾:
عقب الله - سبحانه - إخماد الظالمين وإِهلاكهم، واستخلاف قوم آخرين مكانهم بهذه الآية ليشير بها إلى أَن أفعاله تعالى لا تَخلو عن الحكمة، وأن إهلاك الظالمين عين الحكمة، لكفرهم وظلمهم، وقد أَفادت الآية الكريمة أن ما بين السماوات والأرض شىءٌ عظيم يقتضى الإشارة إِليه، وإن لم يصل العلماءُ بعد إلى تفصيله، وإن عرفوا بعضه كالأشعة الكونية والجاذبية والهواء.
والمعنى: وما خلقنا السماوات والأَرض وما فيهما وما بينهما من الكائنات والعناصر والعوالم التي لا يعرفها بحقائقها وأوصافها إلا نحن - ما خلقنا ذلك عابثين لمجرد التلهى بل خلقناها مشحونة بالآيات والعجائب، ليتعرف علينا عبادنا بآياتنا، ولمصالح دنيوية وأُخروية، وحكم علوية ظاهرة وخفية، وسيتجلى ذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين.
١٧ - ﴿لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ﴾:
هذه الآية مقررة لما قبلها من انتفاء اللهو واللعب في خلق السماوات والأرض وما بينهما، كما أَنها منزهة له تعالى عما زعمه المشركون من أن الأصنام بنات الله، وما زعمه النصارى من أن لله زوجة وولدًا هما مريم وعيسى عليه السلام، وما زعمه اليهود من أن عزيرا ابن الله، تَعَالىَ اللهُ عَمَّا يقُولُونَ عُلُوًا كَبِيرًا.


الصفحة التالية
Icon