﴿هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ﴾: أَي ما في القرآن من التوحيد ونفى الشريك ذكرُ من اتبعنى. ﴿وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي﴾: ممن تقدمنى من أهل الأديان السماوية.
﴿وَلَدًا﴾ أَي: من الملائكة على ما يزعمون.
﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ﴾: لا يتكلمون إلا بأَمره.
﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾: يعلم ما عملوا وما سيعملون.
﴿لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾: لا يشفعون إلا لمن يأذن الله لهم فيه.
﴿مُشْفِقُونَ﴾: خائفون على أنفسهم مراقبون لربهم.
التفسير
٢٤ - ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ...... ﴾ الآية.
"أَم" هي المنقطعة المفيدة معنى (بل والهمزة) جاءَت للانتقال من إظهار بطلان ما اتخذوه آلهة في قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا.... ﴾ الآيتين، إلى تأكيد بطلان ذلك الاتخاذ، والهمزة التي تضمنتها أَم لإِنكار الاتخاذ المذكور واستقباحه، وتكرار هذا مع ما سبق، لتأْكيد استقباح حالهم، واستنكار كفرهم باتخاذ الشريك لله سبحانه، ومزيد توبيخهم على ذلك، فكأَنه قال: ما أَشد قبح ما فعلتموه من اتخاذ آلهة لا حول لها ولا قوة، بل هي في حكم العدم.
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ﴾:
أَي قل لهم - يا محمد - ردًا عليهم وتفنيدًا لمزاعمهم: أحضروا برهانكم ودليل صدقكم على مُدَّعاكم، عقليا كان أَو نقليا.
والمقصود من طلب البرهان على صحة شركهم تعجيزهم وتحديهم والسخرية بمزاعمهم، إِذ لا يوجد برهان عليه عقلا، كما أَشار إليه قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ ولوضوح عجز هؤلاء الشركاءِ عن حماية أَنفسهم مما يضرهم أو أن يجلبوا لأنفسهم ما ينفعهم، فكلهم تحت سلطانه تعالى.


الصفحة التالية
Icon