تأييدًا لرسولنا محمد وآيةً على نبوَّته، أَفأَنتم له منكرون وقد عجزتم عن الإِتيان بمثله، أفَلَيس ذلك آية على أَنه منزل من عند الله كالتوراة التي آمن بها غيركم، لقد ضللتم عن الهدى، وتجاوزتم الحد يا معشر قريش، وكنتم بإنكاركم له من الخاسرين.
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (٥١) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (٥٢) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (٥٣) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٥٤) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (٥٥) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾
المفردات:
﴿رُشْدَهُ﴾: الرُّشد الاهتداء؛ إلى وجوه البر والصلاح. ﴿التَّمَاثِيلُ﴾: جمع تمثال وهو الصورة المصنوعة على شبه ما خلق الله، والمراد: الأصنام. ﴿عَاكِفُونَ﴾: ملازمون ومقيمون على عبادتها. ﴿ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾: انحرافٍ وبُعْدٍ واضح عن النهج القويم.
﴿اللَّاعِبِينَ﴾: اللاهين العابثين. ﴿فَطَرَهُنَّ﴾: خلقهن وأَوجدهن من عدم على غير مثال سبق. ﴿الشَّاهِدِينَ﴾: المصدقين له المؤمنين به.
التفسير
٥١ - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ....... ﴾ الآية.
ذكر - سبحانه - فيما سبق مِن الآيات رسالة موسى وكتابَهُ، والقرآن وما حوى من ذكر وبركة، وجاءَت هذه الآية وما بعدها من الآيات، لنعرف منها قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه.


الصفحة التالية
Icon