والأَخنس بن شريق، فقد كانوا يجادلون في شئون الله بغير حق ليصرفوا الناس عن الهدى الذي بعث به محمد - ﷺ -.
والمعنى: وبعض الناس يجادل في شئون الله فينكر البعث والنشور، والحساب والجزاءَ، ويجعل الملائكة بنات الله، وينكر اصطفاءَه أَنبياءَ من البشر، وغير ذلك بما أَكثروا فيه الجدل، دون أَن يكون لديهم علم يقينى ضرورى بما يقولون، أَو استنباط نظرى يهديهم إلى الحق، أَو كتاب سماوى ينير لهم سبيله، وكل جدل لا يقوم على شيءٍ من تلك القواعد، فهو منهار وضلال مبين.
٩ - ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾:
أَي: ومن الناس من يجادل في الله بجهالة، لاويا جانبه، معرضا عن الحق مستكبرا عليه، يفعل ذلك لكي يضل الناس عن سبيل الله، ويصرفهم عن اتباع الحق، له يسبب ذلك خزىٌ وذلٌّ وهوان في الدنيا حين يصرعه الحق ويرتفع لواؤُه، ويبطل باطله ويزول أَثره، ونذيقه يوم القيامة عذاب النار الشديد الإِحراق.
١٠ - ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾:
ذلك الذي تقدم من خزى الذي يضل في سبيل الله وعذابه، بسبب ما حدث منه من الكفر والمعاصي، وأَنه تعالى لا يحدث منه ظلم لعبيده.
والتعبير عن نفى مطلق الظلم عنه تعالى بصيغة المبالغة ﴿لَيْسَ بِظَلَّامٍ﴾ لتأْكيد نزاهته عنه بتصوير التعذيب بغير ذنب في صورة المبالغة في الظلم.