وعبر عن استحقاقهم الفردوس بالميراث لما روى عن رسول الله - ﷺ - أَنه قال: "ما منكم من أَحد إِلَّا وله منزلان، منزل في الجنة ومنزل في النار، فإن مات فدخل النار ورث أَهل الجنة منزله، فذلك قوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠)﴾ أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة، وابن جرير عن أَبي معاوية بإِسناده إليه.
وقيل: الإِرث مستعار للاستحاق، لأَنه أَقوى أسباب الملك.
المعنى الإجمالى للآيات السابقة:
١ - قد فاز المؤمنون بما أَمَّلوه في مولاهم، فقد قضى بنيلهم ما طلبون، ونجاتهم مما يرهبون ويخافون، جزاءَ إيمانهم واتصافهم بالصفات الكريمة التالية:
٢ - الذين هم في صلاتهم متذللون خاضعون، جوارحهم ساكنة، وقلوبهم حاضرة، وعقولهم مجتمعة غير مشتتة، يخلصون المقال، ويعظمون المقام، فهم ماثلون أمام مالك الملكوت، ورب العزة والجبروت.
٣ - والذين هم في سلوكهم مع الناس، بعيدون عن ساقط الكلام وباطله، وردى الفعل وعابثه، فإذا نطقوا فبخير، وإِذا فعلوا فبرويَّة وفكر.
٤ - والذين هم لزكاة أموالهم مؤدون، ومن أَجل طهارة نفوسهم يفعلون من الطاعات ما يفعلون.
٥، ٦ - والذين هم لسوءاتهم ومواضع العفة منهم حافظون إِلاّ من زوجاتهم أَو جواريهم فإنهم غير ملومين على مباشرتهن، فهن حلال لهم.
٧ - فمن طلب غير الزوجات والسرارى لقضاء شهوته سفاحًا، فأولئِكَ هُمُ المعتدون ولحدود الله مجاوزرن، ولعقابه في الدنيا والآخرة مستحقون.
٨ - والذين هم لما ائتمنوا عليه من التكاليف الشرعية وودائع الناس وأسرارهم حافظون لها، مؤدون حقوقها، قائمون بواجباتها.
٩ - والذين هم على صلواتهم يحافظون، ففي أوقاتها يؤدون، وبأركانها وشروطها يلتزمون.