٦١ - ﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (٦١)﴾:
أَي: أُولئك الموصوفون بما سبق تفصيله من الأوصاف الجليلة يبادرون بنيل الخيرات الدنيوية والآخروية، الموعودة على الأعمال الصالحة، كما في قوله تعالى: ﴿فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ﴾ (١). وهم لأجلها سابقون إِذ الطاعات.
عن ابن عباس قال: ﴿وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾) سبقتْ لهم من الله السعادة، فسارعوا في الخيرات اهـ.
وقيل: يسارعون في الخيرات ولم يَقُلْ: يُسَارَعُ لهم في الخيرات، إِشارة إِلى أَن ثقتهم بوعد الله بنيلهم الخيرات بمحاسن أَعمالهم، جعلتهم يسارعون إِليها، وإِيثار كلمة (في) في قوله تعالى: ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ على كلمة (إلَى) للإيذان بأنهم ملازمون لها، مقبلون في فنونها، لا أَنهم خارجون عنها متوجهون إليها على سبيل المسارعة.
ويجوز أَن يكون المعنى: يسارعون إِلى الطاعات ويبادرون إِليها، وهم لأجلها فاعلون السبق إليها، أَو لأجلها سابقون الناس إلى الثواب، أَو إلى الجنات، أَو أَنهم يسبقون إلى أَول أَوقاتها طلبًا لفضل أَدائها.
ويجوز أَن يكون المعنى: وهم أَهل للسبق إِليها بما منحهم الله من التوفيق، كقولك لمن تطلب منه حاجة لا ترجى من غيره: أنت لها، وهو من أَبلغ الكلام وأَدقِّه.