فإِذا بلغ الأَطفال الأَحرار الحُلم فقد أَصبحوا رجالًا، فعليهم الاستئذان في كل الأَوقات كما استأذن الذين ذكروا قبلهم في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾.
ثم ذكرت أَن القواعد من النساء المتقدمات في السن اللاتى لا يطمعن في نكاح، يباح لهنَّ وضع الملابس الظاهرة كالملحفة (١)، غير قاصدات إظهار الزينة التي تحتها، وبينت أَن الاستعفاف بعدم التخلى عن الثياب الظاهرة خير لهن، وبينت أَنه ليس على الأَعمى والأَعرج والمريض حرج في ترك الجهاد وما يطلب من الأصحاء، كما ذكرت البيوت التي يباح الأَكل فيها دون استئذان، وهي بيوت الأَقارب والأَصدقاء، وذلك بعد إلقاء السلام عليهم وتحيتهم، فكأَن السلام على هؤلاء الأَحباب بمنزلة الاستئذان منهم، ثم نَهَتْ عن ترك المسلم مجلس رسول الله المعقود لأَمر جامع، كالجهاد والتدبير للحرب والجمعة والعيدين، إلاَّ أَن يستأْذنوه لبعض شأْنهم فيأْذن لهم، وحذَّرت المتسللين المخالفين عن أَمره أَن تصيبهبم فتنة أَو عذاب أَليم، إلى غير ذلك من المقاصد التي سنفصلها في شرح الآيات بمشيئة الله تعالى.

(١) أي: ترك لبسها.


الصفحة التالية
Icon