وبينت أن قريشًا تنكر وصف الله بالرحمن ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾.
ثم بينت أن عباد الرحمن هم الذين يمشون على الأرض متواضعين، وأنهم يسالمون من يجهل عليهم ويشاركونه ولا يجارونه في سفهه، ووصفتهم بأنهم يتعوذون بالله من جهنم، وأنهم في إنفاقهم يتوسطون بين التبذير والتقتير وأنهم لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون نفسًا بغير حق ولا يزنون، وأَن من تاب منهم من ذنبه توبة نصوحًا فإن الله تعالى يقبل توبته وأنهم إذا ذُكروا بآيات ربهم تأثروا بها ولم يخروا عليها صمًّا وعميانا، وأنهم يطلبون من الله أن يجعل لهم من أفواجهم وذرياتهم قرة أَعين، ويجعلهم للمتقين إماما، وأنهم يجزون الغرف العالية في الجنة بصبرهم على طاعة الله، ويُحَيَّوْن فيها بالسلام والأمان ﴿خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾ وأنه تعالى لا يعبأ بعباده لولا عبادتهم ودعاؤهم إياه فإن كذبوا رسله فسوف يكون عذابه ملازما لهم. وسيأتي بيان ما أَجملناه في تفسير آياتها تباعا، والله تعالى هو الموفق.