ومعنى الآية: واتخذ المشركون آلهة غير الله تعالى، عبدوهم وهم لا يستحقون العبادة، فهم لا يخلقون شيئا صغيرا كان أو كبيرًا، ولكنهم مخلوقون لله رب العالمين، ولا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، والذى يضرهم وينفعهم هو الله القدير العليم، ولا يملكون لأحد موتًا حتى يميتوه، ولا حياة في الدنيا حتى يحيوه، ولا يملكون له نشورًا وبعثًا في الآخرة حتى يبعثوه وينشروه، وإنما الذي يملك ذلك كله هو الله تعالى، فكيف استساغوا عبادتها؛ وهي مجردة عن صفات الألوهية واستحقاق الربوبية.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (٤) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٦)﴾
المفردات:
﴿إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾: كذب اخترعه. ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾: أباطيلهم التي سطروها، وهي جمع أسطورة - كأحاديث جمع، أُحدوثة أو جمع أسطار، كأقاويل جمع أَقوال.
﴿اكْتَتَبَهَا﴾: طلب كتابتها. ﴿فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ﴾: تلقى إليه ممن كتبها ليحفظها.
﴿بُكْرَةً﴾ أي: أول النهار قبل انتشار الناس. ﴿وَأَصِيلًا﴾: آخر النهار بعد أن يأووا إلى مساكنهم، والبكرة: أول النهار، والأصيل: ضدها، يعنون أنها تملى عليه خفية، وقد كذبوا في ذلك كله - قاتلهم الله -. ﴿السِّرَّ﴾: الأمر الخفى المكتوم عن الناس.