١٤ - ﴿لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا﴾:
ما جاءَ في هذه الآية إما مقول لهم بلسان الملائكة، وإِما مقول بلسان الحال.
والمعنى: يقال لهم: لا تنادوا الثبور اليوم نداءً واحدا، لكي ينقذكم من عذابكم ولكن ادعوه ونادوه نداءً كثيرا، فإن ما أنتم فيه لغاية شدته، واستمراره؛ يستوجب منكم تكرار الدعاء في كل آن، وعلى هذا الرأى يكون الثبور: أي الهلاك المطلوب واحدا ولكن الدعاءَ به كثير.
وقيل معناه: وادعوا هلاكا كثيرا، لا هلاكًا واحدا، لتعدد العذاب بتعدد أنواعه أو لأنهم كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها، فهم بحاجة في كل عذاب إلى هلاك وموت جديد يخلصهم منه، وأنى لهم الموت، وهيهات أن ينفعهم هذا الدعاء، فإنهم خالدون في النار أبدا، فالمقصود من الآية: إِقناطهم من النجاة، وأَن دعاءهم برفع العذاب لا ينتهي.
﴿قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (١٥) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (١٦)﴾
المفردات:
﴿الْخُلْدِ﴾: المكث الطويل.
﴿مَصِيرًا﴾. مُنتَهًى ومآلا.
﴿وَعْدًا مَسْئُولًا﴾: أي موعودا يسأل الناس ربهم أن يتفضل بإنجازه - وللكلام بقية في تفسير الآية.