تيسيره القرآن للنبي ﷺ وقومه، بإنزاله بلسانه ولسانهم، حيث أنزله ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾. ليسهل عليه تبليغهم كتاب ربهم، ويبشر به المتقين بحسن المثوبة، وينذر به المجادلين المعاندين بشديد العقوبة. إذ يقول: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾.
وأخيرا يضرب الله المثل بأمثالهم الذين أهلكهم في القرون الماضية فلم يُبقِ منهم أَحدا، فيقول - وقوله الحق -: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ ذلك. ومما يلاحظ في هذه السورة الكريمة أَنه كثر فيها ذكر الرحمة والرحمن، لما تجلى فيها من رحمة الله على عباده وهم في أشد الحاجة إليها!!