﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (١٢) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (١٣) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (١٤) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥)﴾
المفردات:
﴿الْكِتَابَ﴾: المراد به التوراة. ﴿الْحُكْمَ﴾: الحكمة، أو الفهم والفقه في الدين.. وقيل النبوة. ﴿وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا﴾: أي رحمة عظيمة في قلب يحيى من عندنا وشفعة منه على الناس ومحبة لهم صادرة منا.
﴿وَزَكَاةً﴾: أي طهارة بريئة من الذنوب والآثام. أو بركة عظيمة.
﴿وَكَانَ تَقِيًّا﴾: وكان في أعلى درجات التقوى لله عز وجل.
﴿وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا﴾ ولم يكن متكبرا متعاليًا على الناس.
﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ﴾: السلام هنا: الأمان من الله تعالى في الأيام الثلاثة، أو التحية منه سبحانه.
التفسير
١٢ - ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ... ﴾ الآية.
هنا كلام مطوى حذف مسارعة إِلى الإنباء بإنجاز الوعد الكريم. أي: ولد الغلام المبشَّر به. وبلغ سنًّا يؤمر مثله فيها، فقلنا له على لسان المَلَك: يا يحيى خذ التوراة بجد وعزم فاستطهرها واعمل بما فيها. ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾: أي وأَعطيناه الحكمة والفقه في الدين والإقبال على الخير والإكباب عليه والاجتهاد فيه، وهو صغير حَدَثٌ. قال الآلوسى: أَخرج أبو نعيم وغيره ضمن ابن عباس عن النبي ﷺ أَنه قال في ذلك: أُعطى