٥٥ - ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ... ﴾ الآية.
هذا أيضًا من الثناء الجميل على إسماعيل عليه الصلاة والسلام لأنه كان يأْمر عشيرته وذوى قرباه بإِقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والمثابرة وبذل الجهد اشتغالًا منه بالأَهم، وهو أَن يبدأَ بتكميلهم بعد تكميل نفسه، يشير إلى هذا قوله سبحانه لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ (١) وقوله: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ (٢) ولا شك أن الأَنبياءَ وأَهليهم قدوة لأممهم، فلهذا كان معنيًّا بتكميل نفسه وأسرته، والمراد بالصلاة والزكاة معناهما المعروف، فالصلاة إِشارة إِلى العبادة اليومية والزكاة إشارة إلى العبادة المالية. وقيل: المراد بالزكاة مطلق الصدقة، وقيل تزكية النفس وتطهيرها.
﴿وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾: لاتصافه بأكمل النعوت وأشرفها، حيث استقامت أَقواله وأفعاله، فكان عند ربه موضع الرضا والتكريم.
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (٥٨)﴾
المفردات:
﴿وَاجْتَبَيْنَا﴾: واصطفينا. ﴿خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾: خر الشيءُ سقط وهو من باب ضرب والمراد بخرورهم سجدا: وضع جباههم على الأرض. وسجَّدا، جمع ساجد، ﴿وَبُكِيًّا﴾؛ جمع باك.

(١) سورة الشعراء، الآية: ٢١٤
(٢) سورة التحريم، الآية: ٦


الصفحة التالية
Icon