﴿وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾: الندى موضع اجتماع القوم ومكان حديثهم، فإن تفرقوا فليس بندى قاله الجوهرى: وهم يريدون بكونهم أحسن نديًّا، أنهم في الآخرة في أَحسن مكان حيث يجتمعون في الآخرة في نَدِيِّهمْ على فرض البعث والنشور.
التفسير
٧١ - ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾.
روى الحاكم وأحمد وابن ماجه بسنده عن النبي - ﷺ -: (الورود الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمن بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم بردا وسلاما حتى أَن للنار ضجيجًا من برْدِهِمْ) ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾. وفي هذا المعنى يقول الرسول - ﷺ -؛ فيما رواه الشيخان: (لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحِلَّةَ القَسَم) والمراد تقليل زمان المس، والمقصود من القسم ما يفيده قوله سبحانه: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا... ﴾ الآية. فهو في حكم القسم في التأْكيد، وقد أفادت الآية أن كل إنسان يرد على النار فينجو المؤْمن منها، ويبقى الكفار فيعرف المؤمن منة الله عليه بنجاته من هذا المصير الرهيب.
٧٢ - ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾:
ثم نكتب النجاة للمتقين وندع الظالمين جاثمين في نار جهنم.
ويذهب بعض المفسرين إِلى أَن الجميع يمرون على الصراط فيجوزه المؤمنون ويتساقط الظالمون في جهنم، معتمدين على ما رواه مسلم في صحيحه: ثم يضرب الجسر على جهنم وهو دحضٌ (١) مَزَلَّة (٢)، فيه خطاطيفُ وكلاليبُ وحسك... فيمر المؤمنون كطرْف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والرِّكاب فناج مُسلَّم، ومخْدُوشٌ مُرْسلٌ، ومكدوس في نار جهنَّم (٣).
(٢) والمزلة: موضع الزل وهو السقوط.
(٣) أي ملقى في جهنم مجتمع فيها مع من سبقه.