في الضلال انسياقا، وشبيه بهذا قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ (١).
٨٤ - ﴿فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾:
أي فلا تتعجل عليهم وقوع العذاب جزاء عتوهم وجبروتهم فإننا نعدّ لهم أعمالهم ونحسبها عليهم قبل موتهم لنعذبهم بها يوم القيامة قال تعالى: ﴿وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ﴾ (٢).
٨٥ - ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾:
أي أَنه تعالى سيجازى الكافرين على كفرهم حينما يحشر الأتقياءُ إِلى أرحم الراحمين لينعموا بثواب تقواهم، قال ابن عباس وفدا يعنى ركبانا منعمين غير مجهدين.
٨٦ - ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾:
وفي هذا اليوم الرهيب نسوق الكفار إِلى جهنم حيث يذوقون أَلوان العذاب والنكال جزاءَ كفرهم وطغيانهم فيردون عطاشا مسوقين لا إلى الماء ليشربوا منه ويطفئوا عطشهم، بل إلى جهنم لتكون مثوى لهم.
٨٧ - ﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾:
لا يستحقون الشفاعة فلا يشفع لهم أَحد، ولهذا سوف يقولون ما حكاه الله عنهم بقوله: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ (٣). لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا، فإنه يستحق الشفاعة، فيؤذن له بشفاعة الشافعين، وفسر ابن عباس العهد بقوله: العهد شهادة ألا إله إِلا الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وعدم رجاء أحد إِلا الله تعالى. وفسره ابن كثير بقوله: شهادة أن لا إله إلا الله، والقيام بحقها.

(١) سورة الزخرف، الآية: ٣٦
(٢) سورة هود، الآية: ١٠٤
(٣) سورة الشعراء، الآيتان: ١٠٠، ١٠١


الصفحة التالية
Icon