﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (١٨) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (١٩) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (٢٠) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢١) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٢)﴾
المفردات:
﴿تَمُنُّهَا عَلَيَّ﴾: تعدها نعمة وفضلًا.
﴿عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾: اتخذتهم عبيدا.
التفسير
١٨ - ﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ﴾:
قال فرعون موجها كلامه إلى موسى بعد أن نفَّذ موسى وأخوه هارون أمر الله وأبلغا فرعون الرسالة، وطلبا إليه أن يرسل معهم بني إسرائيل - قال فرعون ردا عليه -:
ألم نقم على رعايتك والعناية بك في منزلنا طفلا مولودا، ذلك بعد أن تم التقاطك على يد أهلنا وخدمنا، وبقيت يا موسى تقيم بيننا كواحد منا السنين من عمرك، وكان الأولى بك والأجدر - تقديرا لنعمتنا عليك - أن تكون معنا وأن تؤمن بنا، لا أن تكون داعيًا لنا وموجها، وكلام فرعون هذا يوحى بالتقريع والتوبيخ لموسى - عليه السلام -، ولذا عقبه بقوله:
١٩ - ﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾:
وصنعت يا موسى تلك الفعلة التي أنكرناها عليك، حيث قتلت القبطي انتصارا لشيعتك، واستهانة بنا، وأنت بذلك كافر بنعمتنا عليك متنكر لما أسديناه لك جاحد