﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٥٢) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (٥٣) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (٥٤) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (٥٥) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (٥٦)﴾
المفردات:
﴿لَشِرْذِمَةٌ﴾ الشرذمة: الجماعة القليلة من الناس، والجمع: شراذم.
﴿لَغَائِظُونَ﴾: لفاعلون ما يغيظنا ويغضبنا. ﴿حَاذِرُونَ﴾: متأهبون متيقظون.
التفسير
٥٢ - ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾:
لما ظهر أمر موسى وانتصر على السحرة وأسرعوا إلى الإيمان به نكل بهم فرعون وأعد العدة للقضاء على موسى ومن معه قبل أن يستفحل أمرهم ويتفاقم خطرهم، ولكن موسى ظل يكافح طغيانه، ويمده الله من آن لآخر بآياته، كالطوفان والجراد والقُمَّل وغيرها، فلا يزداد فرعون إلا كفرا وإمعانا في البغي والأذى، فلهذا أمر الله نبيه موسى أن يخرج بعباده بني إسرائيل من مصر إنقاذًا لهم من الاستعباد والأذى، وأرشده إلى الخروج بهم ليلًا حتى يسلموا من بطش جنوده ومتابعتهم إياهم.
والمعنى: وأمرنا موسى بوحي منا إليه أن يخرج بعبادى بني إسرائيل ليلًا لأنهم مُتَّبَعُون من فرعون وجنوده، فليسبقوهم إلى النجاة قبل أن يدركوهم، وليجعلوا الليل ساترا لهم حتى لا ينكشف أمرهم.
٥٣ - ﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾:
أي: فأسرى موسى بالمؤمنين، أي: خرج بهم ليلًا امتثالًا لأمر ربه، ولما أصبحوا وليس في الديار أحد منهم، غاظ ذلك فرعون واشتد غضبه على بني إسرائيل فأرسل سريعًا في