﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢)﴾
المفردات:
﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾: تعرف موجوده من مفقوده.
﴿الْهُدْهُدَ﴾: طائر معروف، ويكنى بأَبي الأخبار.
﴿بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾: بحجة واضحة تبين عذره.
﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾: فلبث زمانًا غير مديد.
﴿بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾: بخبر حقيقي.
التفسير
٢٠ - ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾:
أصل التفقد: التعرف على المفقود، والمراد منه هنا: استعراضه الطير والنظر إليها ليعرف موجودها من مفقودها، والطير: اسم جمع يطلق على الواحد والمتعدد، والمراد هنا: جنس الطير وأنواعه، وكانت تصحبه في سفره وتظله بأجنحتها، ولذا استعرضها ونظر إليها، ليتعرف أحوالها.
ونقل ابن كثير عن ابن إسحاق: أَن سليمان - عليه السلام - كان إذا غدا إلى مجلسه الذي كان يجلس فيه تفقد الطير، وكان - فيما يزعمون - يأْتيه من كل صنف من الطير طائر كل يوم، فنظر فرأى من أصناف الطير ما حضر، إلاَّ الهدهد، فقال: ﴿فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾ أَخطأَه بصرى بين الطير، أم غاب فلم يحضر؟: اهـ


الصفحة التالية
Icon