﴿وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾: المقصود من سؤالهم: تبكيتُهم وتوبيخهم، لا الاستعلام عن افترائِهم، فالله به عليم.
والمعنى: وليسألن الله - تعالى - هؤلاء المشركين يوم القيامة سؤال تقريع وتبكيت عما كانوا يفترونه، ويختلقونه في الدنيا من الأكاذيب والأباطيل التي من جملتها أكاذيبهم هذه.
وقد اتضح مما تقدم أن هذه السورة الكريمة قد صنفت الناس إلى مؤمنين خُلَّص صدقوا في إيمانهم، وأخلصوا في أعمالهم، وإلى مؤمنين ضعاف الإيمان يعبدون الله على حرف فيهتز إيمانهم أمام الفتن، ويتزلزل لما يلحقهم من إيذاء، وإلى مشركين ممعنين في الكفر والضلال والإضلال.
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
المفردات:
﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ﴾: مكث في دعوتهم إلى التوحيد.
﴿الطُّوفَانُ﴾: الماءُ الكثير الغالب الذي يغشى كل شيء، وقد يطلق على كل ما يحيط ويطوف بالشيء على كثرة وشدة من السيل والمطر والظلام.
﴿وَجَعَلْنَاهَا﴾: أي السفينة، أو الحادثة والقصة.
﴿آيَةً﴾: عظة وعبرة.