﴿أَوْثَانًا﴾: أصناما منوعة، جمع وثن، قال أبو عبيدة: الصنم: ما يتخذ من ذهب أو فضة أو نحاس، والوثن: ما يتخذ من جص أو حجارة.
﴿إِفْكًا﴾: كذبا. ﴿فَابْتَغُوا﴾: فاطلبوا.
التفسير
١٦ - ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾:
أي: واذكر إبراهيم حين قال لقومه: اعبدوا الله وحده واتقوه فلا تشركوا به أحدًا ذلكم الذي آمركم به وأدعوكم إليه من العبادة والتوحيد، وما يتبع ذلك من عمل الطاعات خير لكم من كل خير، ومما أنتم عليه من الوثنية التي لا خير فيها ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: الخير والشر وتميزون أحدهما من الآخر، أو كنتم من أهل العلم بوجه من الوجوه تبين لكم أن الخير كله في عبادة الله وحده لا شريك له.
١٧ - ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾:
هذه الآية استمرار في تسفيههم وبيان بطلان دينهم، وكونه شرا في نفسه بعد بيان أنه شر بالنسبة للدين الحق.
والمعنى: إنكم بعبادتكم هذه ما تعبدون من دون الله إلا أصناما هي في نفسها تماثيل مصنوعة ليس لها وصف غير ذلك، وما تخلقون إلاَّ كذبا حين تسمونها آلهة، وتدَّعون أنها شفعاؤكم عند الله، أو معنى: ﴿تَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾: أي تعملون هذه الأصنام، وتنحتونها بأيديكم لتكون العاقبة من خلقها الإفك والكذب. إن هذه الأصنام التي تتخذونها وتعبدونها من دون الله لا تقدر على نفعكم، ولا تملك لكم رزقا أيَّ رزقٍ: قليلا أو كثيرا. فابتغوا عند الله واطلبوا الرزق الكامل كله، فإن الله وحده هو الرزاق ذو القوة المتين، واعبدوه وحده واشكروا له على نعمائه متوسلين إلى مطالبكم بعبادته وشكره تستكثروا من خيره وفضله.


الصفحة التالية
Icon