وكان النبي - ﷺ - قد تبنى زيد بن حارثة، وكان يدعى زيد بن محمد فلما نسخت شرعة التبني أصبح يدعى زيد بن حارثة، ونزل في ذلك قوله - تعالى -: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.
ثم بين الله عدم وجوب العدة على المرأة إذا طلقت قبل الدخول، بها، وبين ما أحله لنبيه من الزوجات، وذكر طائفة من الآداب نحو بيوت النبي - ﷺ - وتحريم الزواج بزوجاته بعده، وبين وجوب لبس الثياب الساترة للمسلمات عند خروجهن، حتى لا يتعرضن للأذى، وهدد المنافقين والمرجفين بسوء المصير إن لم يرجعوا عن إرجافهم، وأمر رسوله أن يذكر لسائليه عن الساعة أنه لا يعلمها إلاَّ الله ولعلها تكون قريبًا، وبين أن الكافرين خالدون في النار أبدًا، وفي المؤمنين عن إيذاء الرسول كما آذى بنو إسرائيل موسى، وحثهم على أن يتقوا الله ويقولوا قولًا سديدًا وأوصاهم في ختامها بأداء الأمانة، لأن مسئوليتها عظيمة عند الله - تعالى -.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (١) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (٣)﴾
المفردات:
﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾: دم على تقواه، أو زد على ما أنت عليه من التقوى.


الصفحة التالية
Icon