أعطيكن متعة تخفف عنكن وحشة الطلاق، وقسوة ومرارة الفراق، وأطلقكن طلاقًا جميلا لا إساءَة معه ولا ضرار فيه.
وفي مجمع البيان: تفسير السراح الجميل بالطلاق الخالي عن الخصومة والمشاجرة، وقدم التمتع على الطلاق إيناسًا لهن، ولأن الإِسلام يقدِّم الخير قبل الشر ويسوق النفع قبل الضر.
٢٩ - ﴿وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾:
وإن كنتن تُؤثرن حب الله - سبحانه - وحب رسوله - عليه الصلاة والسلام - والدار الآخرة ونعيمها الباقي الذي لا يدانيه شيءٌ في الدنيا وما فيها، وترضين بما أنتن فيه من شظف العيش، وخشونة الحياة، فإن الله هيأ ويسَّر للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا، جزاءً إحسانهن باختيار الله ورسوله على دنيا الناس.
و (مِنْ) للبيان لا للتبعيض؛ لأَن كلهن كن محسنات في أعمالهن آثرن الله ورسوله واليوم الآخر.
ويستدل الكاتب الإسلامي المرحوم مصطفى صادق الرافعى بهذه القصة على أنه - عليه السلام - لم يكن زواجه رغبة في متعة، ولا طلبًا لشهوة، ولا حبًّا لجسد، ولو كان الأمر على ذلك لما كانت هذه القصة التي أساسها نفي الزينة، وتجريد نسائه جميعًا منها، وأمره من قبل ربه أن يخيرهن بين تسريحهن، فيكنَّ كالنساء ويجدن ما شئن من دنيا المرأَة، وبين إمساكهن فلا يكنّ معه إلا في طبيعة أُخرى تبدأْ من حيث تنتهى الدنيا وزينتها.
ولم تقتصر القصة علي نفي الدنيا وزينتها عنهن، بل نفت الأَمل في ذلك إلى آخر الدهر، وأماتت معناه في نفوسهن، بقصر الإرادة منهن على هذه الثلاثة: الله في أمره ونهيه، والرسول في شدائده ومكابدته، والدار الآخرة في تكاليفها ومكارهها. اهـ ملخصا من كتاب وحي القلم للرافعى ج ٢ ص ٦٣ وما بعدها".
حكم المتعة:
المتعة للمطلقة التي لم يُدخل بها ولم يُفرض لها في العقد واجبة عند الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - وأصحابه، ولسائر المطلقات مستحبة.