وأَخرج ابن جرير عن قتادة قال: (دخل نساءٌ على نساء النبي - ﷺ - فقلن: قد ذكركن الله - تعالى - في القرآن وما ذُكرنا بشيء، أمَا فينا ما يذكر، فأَنزل الله:
﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ | ﴾، وهناك روايات أُخرى غير ما ذكر، ولا مانع أن تجتمع كلها في سببية النزول. |
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (٣٦)﴾
المفردات:
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ﴾: وما صح ولا استقام.
﴿إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا﴾ أَي: إذا قضى رسول الله، وذكر لفظ الجلالة لتعظيم أمره - ﷺ - بالإشعار بأَن قضاءَه من قضاءِ الله تعالى.
﴿الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾: الخيرة: مصدر من تخير، كالطِّيَرَة: مصدر من تطيَّر، ولم يجىء مصدرًا في هذا الوزن سواهما - على ما قيل - أي: وما كان لهم أَن يختاروا من أَمرهم ما شاءُوا، وجمع الضمير في (لهم) لرعاية المعنى، لوقوع مؤمن ومؤمنة في ساق النفى فتعمّ.