٢٦ - ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾:
قل لهم - أيها النبي بعد أن تبين الحق من الباطل - قل لهم: يجمع بيننا ربنا يوم، القيامة عند الحشر والحساب، ثم يقضى بيننا بالحق، ويفصل بالعدل، فيدخل المحقين الجنة، والمبطلين النار، وهو القاضي الواسع العليم، وستعلمون يومئذ لمن العزة والنصرة والسعادة الأبدية.
٢٧ - ﴿قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ... ﴾ الآية:
استفسار عن شبهتهم بعد إلزامهم بالحجة، زيادة في تبكيتهم، والمراد: قل لهم: أعلموني بالحجة والدليل في أي شيء كانت الشركة؟ هل شاركت الأصنام في خلق شيءٍ؟ فبينوا ما هو وإلا فَلِمَ تعبدونها؟
وقيل: (رأى) بَصَريَّةٌ، والمراد: أرونيهم لأنظر بأي صفة ألحقتموها بالله - عَزَّ وَجَلَّ - الذي ليس كمثله شيءٌ في استحقاق العبادة، والغرض إظهار خطئهم العظيم.
وقال بعض الأجِلَّة: لم يُرِدْ من ﴿أَرُونِيَ﴾ حقيقته؛ لأنه - ﷺ - كان يرى معبوداتهم ويعلمها، فهو تمثيل، والمعنى: ما زعمتموه شريكًا إذا برز للعيون - وهو خشب وحجر - تمت فضيحتكم وهذا كما تقول للرجل الخسيس الأصل: أرني أباك الذي فاخرت به فلانًا الشريف، ولا تريد حقيقة الرؤية وإنما تريد تبكيته وتحقيره.
﴿كَلَّا﴾: ردع لهم عن زعم الشركة ومذهبهم فيه، أي: ليس الأمر كما زعمتم فليس له نظير ولا شريك ولا نديد ولا عديل، وقد نبه على فحش غلطهم وأنهم لم يقدروا الله حق قدره بقوله:
﴿بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ أي: بل هو الله الموصوف بالغلبة القاهرة، والحكمة الباهرة، فأين شركاؤكم - التي هي أخس الأشياء وأذلها - من صاحب هذه الرتبة العالية؟!