الإِغاثة والإِنقاذ وتمتيع بالحياة إِلى زمان قدر فيه انتهاء آجالهم، حسبما تقتضيه الحكمة ومن هنا أَخذ أَبو الطيب قوله:
ولم أُسلم لكي أَبقى ولكن | سلمت من الحِمام إِلى الحِمام (١). |
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٤٦) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٧)﴾
المفردات:
﴿اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ﴾: خافوا واحذروا مثل عذاب الأُمم التي قبلكم.
﴿وَمَا خَلْفَكُمْ﴾: عذاب الآخرة، وقيل: ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ﴾: ما تقدم من ذنوبكم.
﴿وَمَا خَلْفَكُمْ﴾: ما يأْتي منها.
التفسير
٤٥ - ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾:
بيان لإعراضهم عن الآيات التنزيلية بعد بيان إعراضهم عن الآيات الآفاقية التي كانوا يشاهدونها ولا يتأَملون فيها، أَي: وإِذا قيل لأَهل مكة بطريق الإِنذار بما نزل فيهم من الآيات: ﴿اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ﴾ أَي: احذروا مثل عذاب الأُمم التي قبلكم ﴿وَمَا خَلْفَكُمْ﴾ أَي: عذاب الآخرة الذي أَعده الله لكم لسوء أَعمالكم وإصراركم على كفركم {لَعَلَّكُمْ
(١) الحمام - بكسر الحاء -: الموت.