سَوَاءَ السَّبِيلِ} (١) بصيغة الرجاء والتوقع لعدم سبق الوعد معه، أَو لأَنه كان بصدد أَمر دنيوي فناسبه عدم الجزم.
١٠٠ - ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾:
هذه الآية اتجاه من إبراهيم - عليه السلام - إِلى ربه وتضرع إِليه أَن يرزقه من ذريته ما يعينه، ويجبر ضعفه، ويشد أَزره، والمعنى: ربِّ ارزقني بعض الصالحين يعينني على الدعوة والطاعة، ويؤنسني في الغربة ويواسيني في الكربة، يعني بهذا طلب الولد لأَن الهبة عند الإطلاق تخصه غالبًا.
١٠١ - ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾:
هذه الآية صريحة في أَن المبشر به عيْن ما استوهبه - عليه السلام - والمعنى: فاستجاب الله دعاءَ خليله وبشره بغلام حليم، وانطوت البشارة على بشارات ثلاث:
١ - أَنه ولد ذكر. ٢ - أَنه يبلغ ويدرك مدارك الشباب. ٣ - أَنه يكون غاية في الحلم، والخلق والرضا.
وأَي حلم يعدل حلمه - عليه السلام - وقد عرض عليه أَبوه أمر ذبحه، وهو فتى في عنفوان شبابه وازدهار قوته، فيقول في إذعان ورضًا: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾.
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢)﴾

(١) من الآية ٢٢ من سورة القصص.


الصفحة التالية
Icon