﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٩)﴾
المفردات:
﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾: ذكر لكم مثلا منتزعا من أنفسكم أيها البشر.
﴿هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ﴾: هل؛ حرف استفهام مراد منه النفي، أي: ليس لكم من عبيدكم شركاءُ، ولفظ ﴿مِنْ﴾ الأُولى ابتدائية، والثانية تبعيضية، والثالثة لتأكيد النفي المستفاد من الاستفهام الإنكاري في لفظ: ﴿هَلْ﴾.
﴿كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾: كخوفكم منها.
﴿نُفَصِّلُ الْآيَاتِ﴾: نوضحها ونبينها.
التفسير
٢٨ - ﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ... ﴾ الآية:
بين الله - تعالى - في الآيات السابقة دلائل ربوبيته ووحدانيته وأن له المثل الأعلى والوصف الأسمى في جميع الصفات، لا يدانيه فيها أحد، وجاء بهذه الآية ليؤكد بها وحدانيته بطريق ضرب المثل، لما فيه من تشبيه المعقول بالمحسوس، وهو في الإفحام أقوى.