﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (١٢٥) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)﴾
المفردات:
﴿إِلْيَاسَ﴾: هو إلياس بن يس من سبط هارون أَخي موسى - عليهم السلام - بعث بعده، وقيل هو "إدريس".
﴿بَعْلًا﴾: اسم صنم لأَهل بَكّ من الشام، وهو البلد المعروف اليوم باسم "بعلبك"، وقال عكرمة وقتادة: البعل: الرب بلغة اليمن.
التفسير
١٢٣، ١٢٤ - ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ﴾:
هذه الآيات دخول على قصة إِلياس ومن بلاغة التنزيل، وروعة إِعجازه اختلاف مداخل هذه القصص، ففي قصة نوح - عليه السلام - كان المدخل: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ﴾. وفي قصة إِبراهيم: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ﴾، وفي قصة موسى وهارون: ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾ وهذا تفنن في الأُسلوب يزيده جمالًا، ويزيد القارئ إِقبالًا، حيث يتصدر كل قصة الحدث الجليل فيها.
وقد صدرت قصة إِلياس ومن بعده بتكرار المؤكدات، لأَن أَخبارهم لم تبلغ في الاشتهار والتداول مبلغ نوح وإِبراهيم وموسى - عليهم السلام -.
والمعنى: وإِن من أَنبياء الله - تعالى - ورسله الذين أَرسلهم إِلى أقوامهم لإِرشادهم وهدايتهم إِلياس من سبط هارون أَخي موسى وبعث بعده، فاذكر يا رسول الله إذ قال لقومه


الصفحة التالية
Icon