و ﴿هُنَالِكَ﴾: إشارة لبدر وهو موضع تحزبهم لقتال الرسول، والأحزاب: الجند، كما يقال: جند من قبائل شتَّى، وقال الفرَّاء: المعنى: هم جند مغلوب، أَي: ممنوع من أن يصعد إلى السماء.
وأصل الْهَزْم: غمز الشَّيء اليابس حتى ينحطم كهزم الشن وهزم القِثَّاء والبَطَّيخ، ومنه الهزيمة، كما يعبر عنه بالحطْم والكسر.
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُوالْأَوْتَادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (١٣) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (١٤)﴾
المفردات:
﴿الْأَوْتَادِ﴾: جمع وتِد وهو معروف.
﴿وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ﴾ الأَيكة: الشجر الكثيف الملتف، وأصحابها هم قوم شعيب.
التفسير
١٢، ١٣ - ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُوالْأَوْتَادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (١٣)﴾:
استئناف مقرر لمضمون ما قبله ببيان أحوال الطغاة العتاة، وما فعلوا من الكفر والتكذيب لرسلهم وما فُعِل بهم من العقاب تعزية للرسول وتسلية.
والمعنى: كذَّبت قبل هؤلاءِ قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأَوتاد، أَي: صاحب الملك المستقر والعرش الثابت، وأصل ذلك: أنَّ البيت من بيوت الشَّعر إنما يثبت ويقوم بالأوتاد، وقال الأَسْوَد بن يعْفُر:
ولقد غَنَوْا فيها بأَنعم عيشة | في ظل ملك ثابت الأَوتاد |