أي: أن الدين يزلون عن السبيل الحق وصراطه ويعدلون عنه لهم عذاب شديد الإيلام؛ لأنهم نسوا يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة، فعصوا الله وتركوا طاعته فكان لهم هذا العذاب الأليم والعقاب الشديد.
هذا، وتوجيه الله - تعالى - أنبياءه ورسله بالأمر والنهي والإرشاد والنصح لا يقدح أبدا في عصمتهم ولا ينال من رسالتهم، فإن النبوة والرسالة لا تنافى دوام التذكير من الله - تعالى -.
ثم بين - سبحانه - أن الحساب والجزاء حق وعدل ونظام يقوم عليه أمر الدنيا وصلاحها واستقامة حالها فقال:
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (٢٨) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾
المفردات
(بَاطِلًا) عبثا ولعبا دون حكمة.
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) أي: فعذاب يأْتيهم من النار.
(كَالْفُجَّارِ): جمع فاجر، وهو من ينبعث وينطلق في المعاصي.
التفسير
٢٧ - (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا) أي: أنشأْنا السماء والأرض وما فيهما من مخلوقات لا يعلمها ولا يحصيها إلا الله - ما خلقنا ذلك - خلقًا باطلا خاليا