٧٨، ٧٧ - ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾:
قال الله لإبليس ردًّا على كبريائه على آدم، وتكبره على تنفيذ أمر خالقه: اخرج من الجنة التي أنت فيها، أو من صورة المتقين التي كنت فيها إلى صورة العصاة الممقوتين، فإنك مطرود من كل خير، فالرجم كناية عن الطرد؛ لأن المطرود يرجم بالحجارة، أو: اخرج منها فإنك شيطان يرجم بالشهب، أو: الرجم كناية عن الذلة، وهذا وجه حسن، ليوافق قوله - تعالى - في سورة الأعراف: ﴿فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾: (١) وإن عليك إبعادى عن الرحمة إلى يوم الجزاء والعقوبة حيث تلقى يومئذ عاقبة طردك من رحمتى.
ويرى ابن عباس: أن الجنة التي كان فيها روضة في عدن وليست جنة الخلد، وبهذا الرأي أخذ كثير من العلماء (٢). وعلى هذا يكون المراد من إخراجه منها: إخراجه من صورة المتقين إلى صورة المردة العصاة، ويدل على ذلك أنه وسوس لآدم فيها حتى حمله على الأكل من الشجرة، والله أعلم.
﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾
المفردات:
﴿رَبِّ فَأَنْظِرْنِي﴾: رب فأمهلنى.
﴿يُبْعَثُونَ﴾: آدم وذريته.
﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾: إلى يوم الوقت الذي عينته لفناءِ الخلق.
(٢) حيث قالوا: إنها جنة في الأرض، بدليل أن آدم لما خلق من تراب الأرض لم يرد أنه رفع إلى جنة السماء.