إرشادات وعظات، يُسَلي بها نبيه - ﷺ - ويهون عليه عناد قومه ومعارضتهم فيقول - الله تعالى مخاطبا نبيَّه - ﷺ -: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ أي: إنا أنزلنا عليك أيها الرسول العظيم القرآن الكريم بالحق والصدق لأجل الناس فإنه مناط مصالحهم في المعاش وفي المعاد، وإن مهمتك فيه إبلاغه للناس بأمانة وصدق، كما أنزلناه إليك ليهتدى به من يريد الله له الهداية ومجانبة الشرك والضلال، فمن أجابك إليه واهتدى به، وعمل بما فيه فلنفسه؛ لأن نفعه عائد عليها، وحسن عاقبته لها، ومن أعرض، وضل عن الانتفاع بهديه، ولم يعمل بما فيه، فإنما ضلاله على نفسه؛ لأن وبال ذلك، وسوء عاقبته حائق بها، وما أنت على الناس بوكيل ولا مسلَّط تجبرهم على الإيمان والتصديق، وتلجئهم إلى الهداية والتوفيق، فإنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء.
﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٤٢) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (٤٣) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤)﴾
المفردات:
﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ﴾ أي: يستوفيها ويسيطر عليها.
﴿فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾: يحفظها ولا يردُّها إلى البدن.
﴿وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى﴾: يرد النفس النائمة إلى البدن عند اليقظة.