يتمنون في الآخرة الرجوع إلى الدنيا مرة ثانية ليحسنوا، ولقد كانوا فيها فما أحسنوا، بل أساءوا إلى خالقهم بعبادة غيره وعدم طاعته. ولذا جاء قوله - تعالى -:
٥٩ - ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾:
جوابًا من الله - عَزَّ وَجَلَّ - لما تضمنه قول القائل: ﴿لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي﴾ من نفي أن يكون الله قد هداه - أي: بلى أيها النادم على ما كان منه في الحياة الدنيا المتمني الرجوع إليها لتكون من المحسنين فيها - بلى - قد جاءتك آياتي وتعاليمى على لسان رسلى، وقامت حججي عليك، فكذبت بها واستكبرت عن اتباعها، وكنت من الكافرين بها والجاحدين لها، وآثرت الكفر على الإيمان والضلالة على الهدى.
﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)﴾
المفردات:
﴿كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ﴾: وصفوه بما لا يليق به.
﴿وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾: حقيقة أو لما يعلوها من الكآبة.
﴿مَثْوًى﴾: مأوى ومقامًا.
﴿بِمَفَازَتِهِمْ﴾: بفوزهم وظفرهم ببغيتهم.
التفسير:
٦٠ - ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾:
المراد بالذين كذبوا على الله: كل من افترى على الله ووصفه بما لا يليق به - سبحانه -