﴿ذُو الْعَرْشِ﴾: صاحبه وخالقه لا عن حاجة إليه.
﴿يُلْقِي الرُّوحَ﴾: ينزل الوحى.
﴿يَوْمَ التَّلَاقِ﴾: يوم يلتقى الخلق بالخالق، والمخلوقون بعضهم ببعض في زحام القيامة.
﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ﴾: ظاهرون لا يخفى على الله منهم شيء.
التفسير
١٥ - ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُوالْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾:
أمر الله في الآية السابقة أن يدعو المؤمنون ربهم مخلصين له الدين، وجاءت هذه الآية لتبين رفعة قدر الله تعالى في ذاته وفي صفاته وفي سماواته وفي عرشه، وأنه تعالى هو صاحب الشأن في الوحى، يلقيه على من يشاء من عباده الخيرة.
وإطلاق اسم الروح على الوحى، لأنه للأرواح بمنزلة الروح للأبدان، فكما تحيى الأبدان بالروح، تحيى الأرواح بالوحى، فهي بدونه في حكم الميتة.
ومن العلماء من فسر الروح بالقرآن، لقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ (١) ومنهم من فسره بجبريل، لقوله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ﴾ (٢) وكلها معان متقاربة، بل متلازمة.
ويوم التلاقى هو يوم القيامة، حيث يلتقى المخلوق بخالقه للحساب والجزاء، ويلتقى جميع البشر بعضهم ببعض في موقف الحساب والقضاء، وهو يوم عصيب على العصاة والكافرين، فلهذا كان من أهم أغراض الوحى لجميع الأنبياء إنذار أممهم أهوال هذا اليوم ليجتنبوها بالإيمان والطاعة.
والمعنى الإجمالي للآية: هو الله رفيع القدر في ذاته، وفي صفاته، وفي أفعاله، وفي سماواته، وجميع كائناته، صاحب العرش المحيط بهذا الكون، ينزل الوحى من أمره على
(٢) سورة الشعراء الآية: ١٩٣ ومن الآية: ١٩٤.