﴿حَمِيمٍ﴾: قريب يهتم لأمرهم.
﴿خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾: هي النظرة الخفية إلى ما يعاب في العلانية.
التفسير
١٨ - ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾):
يأمر الله نبيه في هذه الآية بأن ينذر قومه المشركين ويخوفهم من يوم القيامة المسمى: بالآزفة لقربه، فإن ما بقى من عمر الدنيا بالنسبة إلى ما مضى منه قليل جدًا، وقد ظهرت أشراطها وعلاماتها فضلا عن أن كل آت قريب.
ونظير هذه الآية: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾ (١) أي: قربت الساعة، وقد وصف الله يوم الآزفة بأن القلوب تصل فيه إلى الحناجر، وهذا على سبيل المجاز، مثل قوله تعالى: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ (٢).
وتراهم في هذه الشدة كاظمين كاتمين لغمهم وكربهم، لا يتكلمون إلاَّ بإذن الله، وليس لهم شفيع يطاع، فقد منع الله الشفاعة للكفار، قال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ (٣) فلا شفيع لهم في هذا اليوم حتى يطاع.
والمعنى الإجمالي للآية: وخوِّف المشركين - أيها الرسول - من يوم الساعة القريبة. حيث يشتد فيه الأمر حتى كأن القلوب تبلغ الحناجر كاظمين كاتمين لهمومهم وأحزانهم وكروبهم، ليس للظالمين في ذلك اليوم صديق يشفق عليهم، ولا شفيع مأذون له حتى يطاع وتقبل شفاعته.

(١) سورة النجم الآية: ٥٧.
(٢) سورة الأحزاب من الآية: ١٠.
(٣) سورة الأنبياء من الآية: ٢٨.


الصفحة التالية
Icon