﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)﴾
المفردات:
﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي﴾: أردّ أمرى وأسلمه إلى الله ليعصمنى.
﴿فَوَقَاهُ﴾: حفظه ونجاه.
﴿حَاقَ﴾: نزل ولزم وأحاط.
﴿سُوءُ الْعَذَابِ﴾: العذاب السىء من الغرق والنار، فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف.
﴿السَّاعَةُ﴾: القيامة.
التفسير
٤٤ - ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾:
هذا آخر ما يقوله الناصح بعد أن يستكمل كل أساليب النصح، ويستجمع جميع عبارات التحذير والتخويف، يقول ذلك إعذارًا لنفسه، وتهديدًا مُغَلَّفًا بأسلوب النصح والإشفاق.
والمعنى: فسيذكر بعضكم لبعض عند مواجهة العذاب ومجابهة الحساب يوم القيامة ما دعوتكم إليه ونصحتكم به، وحذرتكم مخالفته، فلم يكن منكم إلا الإسراف في العناد، والإصرار على الكفر، والإفحاش في التهديد، ولم يكن لي بعد هذا إلاَّ أن أرد أمرى إلى الله،