المفردات:
﴿فَاسْتَكْبَرُوا﴾: فتعظموا وتعالوا.
﴿يَجْحَدُونَ﴾: ينكرون مع علمهم أَنه الحق: ﴿رِيحًا صَرْصَرًا﴾: شديدة الحرارة من الصَّر - بفتح الصاد - بمعنى الحر، وقيل غير ذلك: وسيأْتى مزيد بيان في التفسير.
﴿فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ﴾: في أَيام مشئومات عليهم؛ لأَنهم عذبوا فيها.
التفسير
١٥ - ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.... ﴾ الآية:
شروع في تفصيل ما أَعده الله - تعالى - لكل واحدة من الطائفتين من النكال والعذاب بعد أَن أجمله - سبحانه - في قوله تعالى: ﴿فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ وبدأ الله - جل شأنه - بقصة عاد لأَنهم أَقدم زمانا، أَي: فأَما عاد فتعالوا على من سواهم وتعظموا في الأَرض التي لا ينبغي لأحد أَن يتعظم فيها، "فكلكم لآدم وآدم من تراب" كما أَن نعم الدنيا لا تدوم ولا تثبت على حال ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ (١) بالإضافة إلى أَن ما لدى الناس من صحة ومال وقوة إنما هو منحة الله وعطاوُه يؤْتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، فتعظُّمهم واستكبارُهم حقيق أَن يقول الله عنه: ﴿بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ وقيل: تعظموا عن امتثال أَمر الله - جل شأْنه - وعن قبول ماجاءتهم به الرسل ولم يقفوا عند هذا الحد، بل دفعهم غرورهم بقوتهم وزَهْوهم بها إلى ما يوحى وينبىء بتماديهم في صلفهم ﴿وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ استنكروا بقولهم هذا، ورأوا أَن ما هم عليه من شدة جدير أَن يجعلهم يتعظمون على من سواهم.
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾:
أَي: أَغفل هؤلاء ولم يعلموا أَن الله الذي خلقهم وبرأَهم من العدم هو - سبحانه - أَشد منهم قوة، إذ ليس لديهم قدرة ذاتية من أَنفسهم، وأما ما لديهم من قدرة فإِنما هو بإقدار الله لهم يمنحهم إياها أَو يمنعهم، فالله أَقدر منهم ومن كل من عداهم، وانتهى