﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ (١)، وأما الظن المردى فهو قوله - تعالى -: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ﴾.
٢٤ - ﴿فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ... ﴾ الآية:
أَي: فإن يمسكوا عن الاستغاثة فرج ينتظرونه لم يجدوا ذلك، وتكون النار لهم محل ثواء وإقامة دائمة لا انفكاك لهم منها، فلا يجدى صبرهم.
﴿وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ وإن يطلبوا الرضا من الله فما هم من المجابين إليه.
وقال الضحاك: المراد وإن يعتذروا فما هم من المعذورين.
﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ﴾
المفردات:
﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ﴾ أَي: وأَتَحْنَاهم لهم، وجئناهم بهم، يقال: قيض الله له رزقا، أَي: جاءه به وأَتاحه له كما كان يطلب، والقرناء: الأَصحاب، مِنْ قرن الشيءَ بالشيء: وصله به وأَصحبه إياه، وهو من بابيْ: نصر، وضرب.
﴿فَزَيَّنُوا لَهُمْ﴾: فحسنوا لهم.
﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾: من أُمور الدنيا.
﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾: من أُمور الآخرة، حيث حسنوا لهم التكذيب بها.
﴿وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾: وجب عليهم الوعيد بالعذاب.
﴿خَلَتْ﴾: مضت.