المفردات:
﴿السَّاعَةُ﴾: القيامة، صارت علمًا لها بالغلبة، كالنَّجم للثريا.
﴿غَيْرَ سَاعَةٍ﴾: قطعة من الزمان قليلة.
﴿كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ﴾ (١) أي: مثل ذلك الصرف كانت تصرفهم الشياطين عن الحق إلى الباطل في الدنيا.
﴿فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾: في اللَّوح المحفوظ، أو في علم الله وقضائه.
﴿وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ (٢): ولا هم يُطْلَبُ منهم إزالة عَتْب الله، أي: غضبه عليهم - وإزالته - بالتوبة والطاعة، من قولهم: استعتبني فلان فأَعتبته، أي: استرضاني فأَرضيته وتركت عتبى.
التفسير
٥٥ - ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ﴾:
يخبر الله - تعالى - عن جهل الكفار في الدُّنيا والآخرة، ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الأوثان، وفي الآخرة يكون فيهم جهل عظيم أيضًا.
فمنه: حلفهم بالله أنهم ما لبثوا غير ساعة واحدة في الدنيا، ومقصدهم بذلك عدم قيام الحجَّة عليهم، وأنهم لم يُنْظَروا حتى يصلحوا أمرهم، أو عَدُّوا مدة بقائهم في الدنيا ساعة لعدم انتفاعهم بها، والكثير الذي لا ينفع قليل، والكلام على هذا تَحَسُّر على إضاعتهم أيام حياتهم، ﴿كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ﴾: أي مِثْل ذلك الصَّرف عن الحق إلى الباطل وعن الصِّدق إلى الكذب كانت تصرفهم الشياطين في الدُّنيا، والغَرضُ من سوق الآية وصف المجرمين بالتمادى في الكذب والإصرار على الباطل، وهذا يناسب المعنى الأول.

(١) إفك: كضرب وعلم، إفكا - بالكسر والفتح -: كذب، وأفكه، يأفكه، أفكا: صرفه وقلبه - قاموس ج ٣ ص ٢٩٢.
(٢) العتبى - بالضم -: الرضا، واستعتبه: أعطاه العتبى، كأعتبه، وطلب إليه العتبى، اهـ: قاموس ج ١ ص ١٠٠.


الصفحة التالية
Icon