وأمَرَتْ السورة بتقوى الله والخشية من يوم الحساب، حيث يُجازى الناس على أعمالهم وحذرت النَّاس من أن يُفتنُوا بمباهج الدنيا أو يُخدعوا بوسوسة الشيطان، وخُتمت السُّورة ببيان مفاتح الغيب وما استأْثَرَ الله بعلمه.
ومِمَّا تقدم يتضح أن أهم ما تناوَلَتْه السُّورة من أغراض ما يلي:
(١) إثبات عقيدة التوحيد التي من أجلها أرسل الله جميع الرسل، وقد اشتملت السورة على مجموعة من الآيات الكونية التي تدلُّ على أن مَنْ خلَقَ هذا الكون قويٌّ قاهر، وعظيم قادر، ومُنْعِم متفضِّل جدير بأَن يُعْبَد، وأن الشرك أعظم الظلم.
(٢) الحث على مكارم الأخلاق التي جاءت في وصية لقمان لابنه من إقامته الصلاة، وإيتاء الزَّكاة، والأمر بالمعررف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، والصبر، والتواضع، وهذه هي صفات المجتمع الفاضل.
(٣) إعمال العقل والتفكير في ملكوت السموات والأرض.
(٤) ذم التقليد لأنه إنكار للعقل وتعطيل له.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾المفردات:
﴿الْحَكِيمِ﴾: ذي الحكمة، أو الحكيم قائلهُ.
﴿هُدًى﴾: دلالة مُوصلة الي المقصود، وهو مصدر هَدَيْتُ فلانا الطريق: إذا دللته عليه.