﴿خَلْقُ اللَّهِ﴾: مخلوقه. ﴿فَأَرُونِي﴾: فأَعلموني وأخبروني.
﴿مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾: ماذا خلقته آلهتكم حتى استوجبوا عندكم العبادة؟.
التفسير
١٠ - ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾:
استئناف جيء به للاستشهاد بما فصَّل فيه على عزَّة الله التي هي كمال القدرة والغلبة، وحكمته التي هي كمال العلم وإتقان العمل.
والمعنى: خلق السّموات بغير عمد مرئيَّة، فإن الله - سبحانه - أمسكه بنظام محكم غير مرئى يحفظها من السّقوط أو الانتثار، وبعد أن ذكر الله - عزَّ وجلَّ - صنعه العجيب في حفظ السموات بَيّن صنعه الحكيم في حفظ الأرض حيث وضح سبحانه أنه جعل في الأرض جبالا شاهقة ثوابت حتى لا تهتزَّ وتضطرب بكم، والحكمة اقتضت خلقها على حال لو خلت معه من الجبال لَمَاَرَتْ واضطربت، ونشر فيها من كل الحيوانات التي تدبّ وتتحرك، ولما قرّر - سبحانه - أنه الخالق نبّه على أنه الرازق بإنزاله من السماء ماء وإنباته بسببه من كل صنف بهيج كثير المنافع، حسن المنظر.
والالتفات إلى ضمير العظمة في الفعلين: (وأنزلنا - فأنبتنا) لإبراز مزيد الاعتناء بهما.
١١ - ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾:
هذا الذي ذكره الله - تعالى -: في الآية السابقة - من إيجاد السّموات والأرض وما فيهما وما بينهما مخلوق لله، صادر عن إرادته وفعله وتقديره وحده لا شريك له، فأخبروني ماذا خلق الذين من دونه مما تعبدون وتدعون من الأصنام والأنداد حتى يكونوا شركاء له، بل الظَّالمون بإشراكهم في ضلال واضح وجهل وعمى ظاهر لا خفاء فيه، ثم انتقل من تبكيتهم بما ذكر إلى تسجيل الضلال المبين المستدعى للإعراض عن مخاطبتهم بالمقدمات المعقولة لاستحالة أن يفهموا شيئًا فيهتدوا به إلى العلم بفساد ما هم فيه فينزجروا