وفسره السدى هنا بالتراب، وفسره ابن عيسى بالمنسحق الذي لا يُرَم، أي: لا يصلح، والشيء هنا عام مخصوص، أي: ما تذر الريح من شيء أراد الله تدميره وإهلاكه من ناس أو ديار أو شجر أو غير ذلك إلاَّ جعلته كالرميم، روى أَن الريح كانت تمر بالناس فيهم الرجل من عاد فتنتزعه من بينهم وتهلكه.
٤٣، ٤٤ - (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ):
وفي قصة ثمود وإهلاكهم آيات، أي: عظات وعبر. إذ قيل لهم: تمتعوا في دياركم إلى وقت معلوم وهو وقت انقضاء آجالهم وفناء أعمارهم، فاستكبروا عن امتثال أمر ربهم وتعالوا عن الاستجابة لما دعاهم إليه الرسول فأهلكتهم الصاعقة وهي نار من السماء، وقيل: صيحة منها فهلكوا وهم ينظرون إليها ويعاينون وقوعها بهم؛ لأنها كانت نهارا.
وقال مجاهد: (وهم ينظرون) بمعنى ينتظرون، أي: وهم ينتظرون الأخذ والعذاب، وانتظار العذاب أشد من العذاب.
٤٥ - (فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ):
أي: فما تمكن أهل ثمود من النُّهوض للهرب حين نزول العذاب بهم ووقوعه عليهم، وما كانوا قادرين على الانتصار بدفع العذاب عنهم بغيرهم بعد أَن عجزوا عن دفعه بأنفسهم.
٤٦ - (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ):
أي: وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء المذكورين؛ لأنهم كانوا قومًا خارجين عن طاعة الله لما كانوا فيه من الكفر والمعاصي.


الصفحة التالية
Icon