وعن ابن عباس: هوالعرش، وهو سقف الجنَّة، أو سقف لجميع المخلوقات.
٦ - ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾:
ويُقسم الله بالبحر المسجور، والجمهور على أنَّ المراد به بحر الدنيا، وبأَن المسجور بمعنى الموقد نارا قال - تعالى -: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ (١) أي: أضرمت فتصير نارا تتأجج محيطة بأهل الموقف: رواه سعيد بن المسيب عن علي - كرم الله وجهه - وقيل المسجور: المملوء.
والواو الأُولى في قوله - تعالى -: ﴿وَالطُّورِ﴾ للقسم، وما بعدها للعطف كما قال أبو حيان، والجملة المقسم عليها قوله - تعالى -: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾.
٧ - ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾:
هذا هو المقسم عليه بما سبق، أي: إن عذاب ربك الذي توعد به الكافرين لكائن لا محالة على شدة، كأنَّهُ مهيّأ ومعدّ في مكان مرتفع فيقع وينزل على من يحلّ به من مستحقيه من الكفار والمكذبين، وفي إضافة العذاب إلى لفظ الرب مع إضافة الرب إلى ضميره - عليه الصلاة والسلام - أمان له - ﷺ - وإشارة إلى أن العذاب واقع بمن كذَّبه.
٨ - ﴿مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾:
عن جعفر بن زيد العبديّ قال: خرج عمر يَعُسُّ (٢) في المدينة ذات ليلة فمرّ برجل من المسلمين فوافقه قائمًا يُصلي، فوقف يستمع قراءته، فقرأ ﴿وَالطُّورِ﴾ حتى بلغ ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (٨)﴾ قال: قسم - وربّ الكعبة - حقّ، فنزل عن حماره، واستند إلى حائط فمكث مليًّا، ثم رجع إلى منزله فمكث شهرًا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه - رضي الله عنه -.
وأخرج أحمد وسعيد بن منصور وابن سعد عن جبير بن مطعم قال:
قدمت المدينة على رسول الله لأُكلِّمه في أُسارى بدر، فدُفِعْت إليه وهو يُصلِّي بأصحابه صلاة المغرب؛ فسمعته يقرأ: ﴿وَالطُّورِ﴾ إلى قوله - تعالى -: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧) مَا لَهُ

(١) سورة التكوير، الآية: ٦.
(٢) أي: يطوف بالليل، وهو من باب رد: مختار الصحاح.


الصفحة التالية
Icon