المفردات:
﴿وَمَا أَلَتْنَاهُمْ﴾: وما نقصنا الآباء بسبب إلحاق الأبناء بهم.
والفعل (أَلَتْ) من باب: ضرب، وعلم، وبهما قرئ.
﴿رَهِينٌ﴾: مرهون عند الله بعمله.
﴿يَتَنَازَعُونَ﴾: يتجاذبون ويتعاورُون، وقيل: التَّنازع مجاز عن التَّعاطي.
﴿كَأْسًا﴾: (١) إناءً به خمر، والكأْس مؤنث سماعي كالخمر.
﴿لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾: لا كلام ساقط أثناء شربها، ولا فعل يستوجب الإثم، وقال مجاهد: لا يستبُّون ولا يُؤثَّمُون.
التفسير
٢١ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾:
كلام مستأنف مسوق لبيان حال طائفة من أهل الجنَّة.
والمعنى: والذين آمنوا واستحقُّوا درجات عالية، واتَّبعتهم ذريتهم بإيمان ولم يبلغوا درجات الآباء، ألحقنا بهم ذريتهم في الدرجة، وإن كانوا لا يستأهلونها تفضّلا عليهم وعلى آبائهم، ليتم سرورهم ويكمل نعيمهم، وما نقصنا الآباء بهذا الإلحاق من ثواب عملهم شيئًا بأن أعطينا الأبناء بعض مثوباتهم، وإنما رفعنا منزلة الأبناء إلى منزلة الآباء بمحض التفضل والإحسان، ولما أخبر - سبحانه - عن مقام الفضل وهو رفع درجة الذّرية، إلى منزلة الآباء من غير عمل منهم يقتضي ذلك أخبر عن مقام العدل، وهو أنَّه لا يؤاخذ أحد بذنب أحد، فلا يحمل الآباء شيئًا من أخطاء ذرَّيتهم؛ لأنَّ كلَّ إنسان مرهون بعمله لا يؤخذ به غيره، فقال: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾.