ولا أنا إلَّا أن يتغمدني الله بفضل رحمته، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنينّ أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله يستعتب" ومهما عبد العبد ربه فآلاء الله التي غمره بها لا تحصى ونعمه لا تعد، وإن أدقّ نعمة من الله علي عبده لتزيد على أضعاف أضعاف ما يؤدى العبد لربه من عبادة وطاعة، ولو كان من خاصة المقربين وقضى حياته ساجدًا لله - تعالى - والسموم: اسم من أسماء النار كما قال الحسن، ثم أشار - سبحانه - إلى كمال تعظيمهم لأمر الله بقوله:
٢٨ - ﴿إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾:
أي: إنّا كنا في الدنيا قبل أن نقدم ونصير إليه - سبحانه - لم تشغلنا أولادنا ولا أهلونا ولا أموالنا ولا ما كنا فيه من جاء زائف وسلطان زائل، فكنا ندعوه ونلجأُ إليه ونعبده فهو - جل شأنه - حقيق بالطاعة والانقياد والإذعان لأمره، فهو البر التام الإحسان العميم الفضل إذا عُبد أثاب وإذا سئل أجاب.
﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٣٤)﴾


الصفحة التالية
Icon