﴿كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾: كل حصة ونصيب من الماء يحضرها من كانت له.
﴿فَتَعَاطَى فَعَقَرَ﴾ أي: فتناول السيف فعقر الناقة بضرب قوائمها. قيل: لا يطلق العقر في غير ضرب القوائم، وربما قيل: عقره: إذا نحره.
﴿صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾: هي صيحة جبريل - عليه السلام -.
﴿كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ أي: كالعشب اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاءِ، وقيل: الهشيم: ما تساقط وتفتت من الشجر الذي أُقيمت به الحظيرة وهي التي تقيمها العرب وأهل البوادى للمواشى والسكنى من القصب وأَغصان الشجر.
التفسير
٢٧ - ٣٢ - ﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾:
استئناف لبيان حصول الموعود به حتمًا.
والمعنى: إنا باعثو الناقة ومخرجوها ناقة عشراءَ من الصخرة الصماء كما سألوا - إنا باعثوها - لتكون حجة وآية على صدق صالح - عليه السلام - فيما جاءَهم به واختبارًا لهم، وقد سأَلوا ذلك على سبيل الاستهزاء، فانتظرْ يا صالح ما يؤدى إليه أَمرهم وتبصَّر عواقبهم. ولا تعجل حتى يأْتي أَمر الله وهو ناصرك عليهم، وأعلمهم بأَن ماء البئر التي لهم يكون بينهم وبينها كل نصيب وحظ منه محضور يحضوه صاحبه في نوبته، فتحضره الناقة يوم وردها، ويحضرونه يوم وردهم. وقيل: يحضرون الماء في نوبتهم واللبن في نوبتها. قال ابن عباس: إذا كان يوم شربهم لا تشرب الناقة شيئًا من الماء وتسقيهم لبنًا وكانوا في نعيم، وإذا كان يوم الناقة شربت الماء كله فلم تبق لهم شيئًا واستمروا على هذه الوتيرة من القسمة وقتًا، ولكنهم ملُّوها وأرادوا التخلص منها، فنادوا صاحبهم وهو قُدار بن سالف، قال ابن إسحاق: فكمن لها في