انشقاق السماء: انصداعها يوم القيامة، وبعد انشقاقها تكون حمراء كالوردة، لامعة كالزيت، أو صافية كصفائه.
وجواب إذا تقديره. كان ما كان مما يعجز عنه البيان.
ومعنى هذه الآيات: فإذا تصدعت السماءُ، فصارت حمراء كالورد. صافية كالزيت، يكون من الأهوال ما لا يقدر على وصفه البيان، فبأى نعمة من نعم ربكما تكذبان، ومنها ما تقدم من ذكر أهوال يوم القيامة، توعية للثقلين لحملهما على الوقاية من تلك الأهوال بالإيمان، فيوم تكون السماءُ كذلك لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ (١) لأن الله حفظها عليهم وسطرتها الملائكة في كتبهم.
يعرف هؤلاء المجرمون بعلاماتهم، من سواد الوجوه وزرقة العيون، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ (٢)، وكما قال - سبحانه -: ﴿وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا﴾ (٣) فتأخذ الملائكة بشعور مقدم رءُوسهم وبأَقدامهم، فيقذفونهم في نار جهنم فبأى نعمة من نعم ربكما تكذبان يا معشر الثقلين.
وجعل ذلك من نعم الله عليهم من جهة أن فيه تحذيرا لهم من هذا المصير، وحملًا لهم على الإيمان.
فإن قيل: إنه قد جاءَ في القرآن أنهم يُسألون، كقوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٤)، فالجواب: أن في يوم القيامة الطويل مواقف، ففي بعضها يسألون، وفي آخر لا يسألون، وقال ابن عباس: حيث ذكر السؤال فهو سؤال توبيخ، وحيث نفى فهو استخبار محض، يعني: أن سؤالهم لمعرفة أخبار جرائمهم لا يحصل؛ لأن الله وملائكته يعلمونها، ولأَنها مكتوبة في صحائفهم، ولسان أعضاءهم تشهد عليهم.
(٢) سورة آل عمران من الآية: ١٠٦.
(٣) سورة طه من الآية: ١٠٢.
(٤) سورة الحجر الآيتان: ٩٢ و٩٣.